قال صاحب كتاب شباب عادوا إلى الله عز وجل، الشيخ عائض القرني: كان هذا الرجل يسافر إلى الخارج للمعصية فيعصي الله في الداخل والخارج وفي الليل والنهار والسر والعلن، ظن أن الحياة كأس وامرأة فسقط في الملذات وهوى في الظلمات وأوقع نفسه في ورطات ونكبات.
آخر سفرة له كانت إلى فرنسا البلد المظلم المتهتك سافر إلى هناك ومكث بها مدةً حياةً بهيمية، يُأنف من بعض صورها، إنها حياة أعداء الله أولئك الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
ثم عاد إلى أهله ودماغه ممتلئ بأخبار تلك البلاد وقصص تلك البلاد، فالعظماء عنده عظماء الغرب، وكان أن تزوج بامرأة صالحة، امرأة عرفت الله عز وجل ولقد كانت هذه المرأة قرة عين خرجت من بيت يعيش الإسلام حقيقة، وينعم بالإيمان، بيتٌ أهله مصلون ذاكرون متصدقون، بيتٌ يشرف بالحجاب والحشمة والعفاف، هذا البيت لم يعرف الأغنية.
كانت تدعو زوجها إلى نجاته وتدعو له بالنجاة، وبدأ يصلي لكن في البيت لا في المسجد وهذه خطوة جيدة، وكانت تذكّره بفضل الجماعة وتدعوه برفق وبدأً يصلي في المسجد أحيانا وحضر أول يوم إلى المسجد في صلاة الفجر.
حبّبت إليه القرناء الصالحين وبغّضت إليه قرناء السوء، فهجر أصحابه المعرضين عن الله وأهدت إليه مصحفاً وأخذ يتلوه متأثراً، هجر الدخان وأطلق لحيته، وإنتهى من إسبال ملابسه، أخذ يحضر دروس العلم ومجالس الخير، حج وإعتمر..
وهو الآن يعيش حياة المسلم العامر قلبه بشكر ربه، لسانه رطب بذكر الله، فسلام على تلك الزوجة ورفع الله منزلتها.
الكاتب: سعيد القحطاني.
المصدر: موقع ياله من دين.